السبت، 7 أغسطس 2010

علي القبلاوي والرحيل المبكر.. بقلم/ بعيو محمد المصراتي

علي القبلاوي والرحيل المبكر


علي القبلاوي صوت جهوري يزلزل أركان المسرح حين يرعد يقصم الصوت الفضاء الساكن فترتج ردهات الخشبة التي ينخرها السوس هذا هو أصغر مؤسسي المسرح الوطني في طرابلس الذي ولج بابه وعمره حوالي ستة عشر عاماً ..ومنذ ذلك اليوم أي من حوالي 45 عاماً مضت لم يغادر ركحه لم يجلس لم يسترح لم يركن للسكون الذي ألف الحركة فترة طويلة من الزمن كان علي القبلاوي يزأر فيها منفرداً إلا من صوت الريح العاصف وضغط قدميه على الخشبة التي تشكو غياب اللعبين عليها.

ورى الثرى بمقبرة سيدي حامد بمراسم دفن مهيبه، حضرها أصدقائه الفنانين وجمهور واسع من محبيه وأهل مدينة طرابلس، ألقى فيها الدكتور أحمد إبراهيم الفقيه كلمة تأبين استعرض فيها محاسن المرحوم وحبه لعمله وغيرته عليه وخصاله الحميدة واحترامه لأصدقائه وزملائه .. وعطائه اللامحدود طيلة 45 عاماً قضاها في خدمة الفن بصورة عامة والمسرح بصورة خاصة. وكان المرحوم قد انتقل إلى رحمة الله في الساعات الأولى من صباح الاربعاء 16 \ 9 \ 2009 م إثر أزمة قلبية مفاجئة ..

أفجعت كامل الوسط الفني في فقدان أحد عناصر المسرح في ليبيا أفنى عمره بأكثر من 45 سنة حيث إلتحق المرحوم بالمسرح الوطني وكان أحد مؤسسيته وأصغرهم سناً ومنذ ذلك الوقت لم ينقطع عن المسرح إلى أن أصبح مديراً للمسرح الوطني سنة 2004.. حتى قبل وفاته بساعات قام بزيارة للمسرح والسلام على الزملاء والإطمئنان عليهم، وليكن وداعه الأخير للخشبه والمسرح وأصدقائه المسرحين.

الفنان سعيد المزوغي “ كلنا تركنا هذا المجال حين لم يعد في الإمكان معرفة هل يطعم خبزاً أو يقيم وداً إلا هو استمر بجلد ويدعو الأخرين للإقتداء به بعضهم كان يجامل فيرافقه فترة ثم يتوارى .. علي القبلاوي ذلك الفنان الذي عشق المسرح وعمل على تنمية هذا العشق فلازمه قرابة نصف قرن لم نعرف له أسرة غير الفن برغم أننا كنا قد حضرنا عرسه وفرحنا معه لكنه كان يتواجد في المسرح أكثر من بيته وبين رفاقه أكثر من أسرته هكذا عرفناه وهكذا كان فرحمه الله وغفر له وعوض الإبداع الرسمي فيه خيراً ”.

الفنان مفتاح الفقيه “ لا استطيع أن أقول في هذه اللحظات إلا إنا لله وإنا إليه راجعون " فقدنا في هذا اليوم أخاً صديقاً وعزيزاً وفناناً قديراً ورمزاً من رموز المسرح والحركة الفنية رافقته لأكثر من ثلاثين سنة وعملنا عديد الأعمال المشتركة”.

الفنان إبراهيم اليعقوبي “ " إنا لله وإنا إليه راجعون " من فوق خشبة المسرح زمن يمتد إلى 33 عاماً رافقت الفنان المرحوم علي القبلاوي وكان مثالاً للفنان الملتزم والمعطاء . كان شاعراً مبدعاً وفناناً نموذجاً في وسطنا الفني وكان رمزاً من رموز الحركة المسرحية في بلادنا .. وكان دقيقاً وملتزماً وعاشقاً وصوفي الاعتناق للمجال المسرحي .. لا يجامل ولا يتغيب ولا يعمل عملاً إلا ومعوله مجت أشعر أن علي في كياني وفي أحساسي ونظرتي وعمقي وهو معنا روحاً وإبداعاً وعطاءً فلاتجد عمل فنياً إلا وجد فيه المبدع علي القبلاوي ألف رحمة ومغفرة عليه .

الفنان نوري عبدالدائم “ تكمن أهمية علي القبلاوي في تواصله مع الحالة الإبداعية منذ انضمامه عضواً مؤسساً للمسرح الوطني المسرح القومي سابقاً عام 1966م وهو لم يتجاوز عقده الثاني " 16 سنة " وإلى يوم وفاته هذا التواصل الذي يفتقدة عديد المبدعين في الحقل الإبداعي قدم خلالها باقة من الأعمال ستظل في ذاكرة الإبداع الليبي شاهداً على عطائه ومسيرته المسرحية والمرئية والمسموعة والسينمائية برحيله تفقد الساحة الإبداعية ذاكرة قاربت الخمسة عقود تغمد الله فقيدنا برحمته ”.

الفنان سعد الجاوزي “ رحلتي مع الفنان المرحوم قاربت الأربعين عاماً من العطاء فنان له عطاء مميز وحضور قوي عاشق ومحب حتى النخاع للمسرح لا يفوت أي فرصة فيها عطاء للمسرح ذكرياته كثيرة وأعماله لم يغب يوماً عن المرئية أو المسموعة أو الخيالة وكان عطاؤه لامحدوداً تقبله الله برحمته الواسعة ”.

الفنان أنور البلغري “ صدمنا كثيراً بسماع خبر وفاة الفنان القدير علي القبلاوي ولكن هذا قضاء الله وقدره عاشرته قرابة 25 عاماً بالمسرح الوطني وكان نعم الأخ والصديق بحبه الشديد للمسرح وكان كثير الاهتمام بالمسرح وكان حريصاً جداً على المداومة داخل المسرح وكان تواجده في المسرح أكثر من بيته تقبله الله برحمته الواسعة

الفنان فتحي كحلول “ لايسعنا في هذه المناسبة إلا مناجاة الله العزيز الرحيم أن يتقبله بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته لقد كان المرحوم خير رفيق في رحلة المسرح من حسن خلق ومعاشرة كان شديد الاهتمام بالشأن المسرحي ومستعداً للتنازل عن عديد الأشياء خدمة للمسرح وعشقاً هذا الفن كان متيماً بهذا الحب العصامي لجمعة الحركة المسرحية وكان شديد الحرص على الاهتمام بهذا المرفق بتواجده الدائم بالمسرح حتى قبل وفاته بساعات معدودة إنا لله وإنا إليه راجعون”.

الفنان المصور محمد كرازة “ علاقتي بالمرحوم فاقت الأربعين عاماً من خلال عملي الصحفي ثم زادت أكثر في السنوات الأخيرة من خلال مشاركتي معه وزملائي الممثلين من خلال الأعمال المسرحية ومشاركتنا في المهرجانات العربية بالقاهرة وسوريا وكان مثال الأخلاق عطوفاً محباً لزملائه وعطائه الفني فقدت الساحة الفنية عنصراً من عناصرها القديرة تغمد الله الفقيد برحمته وأسكنه فسيح جناته .“

الدكتور أحمد الفقيهوجدت في على القبلاوي عندما التحق بفرقة المسرح الجديد عام 1962 م فتى يصغرني سنا يتدفق حماسا ورغبة وينخرط في العمل الذي يحتاجه العرض المسرحي، فاعتمدت عليه في اعمال تحتاج الى حماسه وشبابه في فرقة من فرق الهواة يتم فيها العمل على سبيل التطوع ولا وجود لاي مقابل مادي نتقاضاه ازاء ما نقوم به من اعمال ، فكان علي القبلاوي ناشطا في الدعاية وتوزيع الدعوات ومناشير الدعاية ، وكان يساهم في اعمال الديكور وتحضير الخامات والذهاب لشرائها من السوق وجلبها الى ورش العمل كما يساهم بنفسه في اقامة الديكور ويرتدي عفريتة العمل اذا احتاج الامر الى طلاء او تزويق او غيره كما كان يقوم بتحضير الاكسسوارات والملابس التي تحتاجها المسرحية والتي كنا نقوم في اغلب الاحيان باحضارها من بيوتنا فكان اكثرنا اسهاما في تحضير هذه الملابس وهذه الديكورات علاوة على مشاركته في التمثيل ، وقدمنا خلال مطلع الستينيات عددا من المسرحيات من بينها قهوة الحاج منصور ومسرحية ثمن الحرية ومسرحية متاعب الاسطى خربوشة وهي اول مسرحية تشهد بدايةعلى القبلاوي كممثل مسرحي وهي المسرحية التي قدمناها لاكثر من شهر كامل على مسرح سينما قابي بطرابلس من تاليف وبطولة واخراج محمد عبده الفوراري ولم يكن عمره يزيد عن ستة عشر عاما عندما التحق معي بفرقة المسرح الجديد، ولكنه الموت الذي لا يعرف قانون ولا يلتزم باية قاعدة ولكنه القدر لا نملك الا نسلم به ونرضى بما ياتي به دون نقاش لانه ليس بايدينا ان نعمل أي شيء اخر الا الترحم على الميت والتوجه بالرجاء لخالق الكون ان يلهمنا الصبر الجميل ، فسلام على روح هذا الفنان الكبير ، ودعوة لان يتولاه الله برضوانه ورحمته وينزله منزلا كريما بجواره ، ويعوض الوطن فيه خيرا ويجزل له العطاء بقدر ما قدم من جليل الاعمال والخدمات للحياة الفنية في بلاده ، انه سميع مجيب ”.

بعيو المصراتي “ فنان عرفته زميلاً في المجال الفني منذ ثمانينيات القرن الماضي وقد جمعتنا عدة أعمال في الإذاعة بمجموعة أعمال كثيرة تمثيلاً أو أعمال إذاعية من إخراجه، أما التلفزيون فجمعنا مسلسل "الفال" من تأليف الأستاذ مصطفي المصراتي وإخراج المرحوم محمد الساحلي إنتاج 1987م ، ومسلسل "وسط الناس" من تأليف الأستاذ عبدالرحمن حقيق وإخراج الفنان عبدالسلام رزق إنتاج 1987م ، والسهرة التلفزيونيه "الأيام" والتي قمت بالمعالجه الدرامية فيها وهي من تأليف الصيد النائلي وإخراج الفنان عبدالرزاق أبورونيه إنتاج 2009م ، كان المرحوم من الملتزمين بكل ما تحمله هذه الكلمة من معني ، سعي في تقديم العمل الفني المسرحي والدرامي والإذاعي والسنيمائي رغم قلة الإنتاج وظروف إنتاج هذه الأعمال، وظروف الإحباطات والإنتكاسات للدرامة الليبية والأنتاج الفني بصورة عامة، رحم الله الفنان علي القبلاوي وعوضنا الله خيراً وإنا لله وإنا إليه راجعون ”.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات: