الأربعاء، 26 مايو 2010

مسرح المحرومين .. بقلم/ بعيو محمد المصراتي


مسرح المحرومين

بعيو محمد المصراتي

المخرج المبدع عبدالرزاق بنعيسي وهو يعطي للأجيال القادمه، درساً عن المدينة وأصحاب الحال في المدينة، درساً عن المسرح والمحرومين، علي خشبة لا يتعدي قطرها النصف متر بأكسسوارات من الجرائد اليومية، وبالإضاءة المتوفرة في صالة العرض وحتي بضوء الشمس القادم عبر النوافد ... فالمسرح كلمة و فعل

"مسرح المحرومين" هذا الأسم أطلقه الفنان المبدع المغربي عبد الرزاق بن عيسى على المسرح الذي قام بتأسيسه من منفاه داخل الوطن "وطن النزيف" حتى إشعار أخر، (ياهكي الأوطان ولا بلاش) عن الإبداع والحرمان والمحرومين من كلمة الحق والصدق والرأي الحر بعيداً عن كتم الأفواه والأنفاس، مسرح المحرومين من الدعم المعنوي والمادي، مسرح المهمشين، المعاقبين و المطضهدين. هذا الفنان جمعتني به صفحات الإنترنت بعد ربع قرن من الإفتراق عن طريق عرض المسرحية التي جمعتني به أول مرة في سنة 1984 وهي مسرحية " النزيف " للكاتب الراحل محمد مسكين، لقد مر هذا الفنان المخرج المبدع بظروف صعبه للغاية من الصعب على الإنسان تحملها في بلد كنت أظن أنه يقدر فنانيه ومبدعيه، ولكن الذي حصل مع هذا الفنان لا يمكن تصديقه ولا يمكن إستيعابه.

بعد كل هذه الفترة الزمنية التي ابتعدت فيها عنه أتيحت لي من جديد فرصة كنت محظوظا فيها للتواصل مع هذا المبدع عبر الهاتف والإميل وكان لأصدقاء أفاضل بالمغرب الفضل في ذلك التواصل، وهم إخوة كرام يكنون له كل الخيروالإحترام، مع العلم بأنهم ليسوا من الوسط المسرحي أو الفني الذي تخلي عن هذا الفنان، تاركينه يصارع الآمه وإبداعه وظلامه.

سأرفق لكم الرسالة التي وصلتني عبر الإميل من هذا المبدع كذلك سأرفق معها فيديو يسجل سيرة ذاتية مسرحية لهذا المسرحي ومسرح المحرومين. مشاهدة طيبة للجميع حتى نعرف معنى الإنسان، الفنان، المبدع ، الحرمان والمحرومين في أوطان أكل أصحاب الحال فيها الأخضر واليابس فما بقي لنا سوى الإنتظار في أوطان ضرب النزيف فيها كل شيئ فلم يبقى فيها إلا غربان الصمت. المحرومين يرفضون لعق أحذية أصاحب السلطة وأعيان البلدة ممن يملكون الخزائن والجند والخدم. المحرومين يرفضون الإنبطاح والتملق والتزلف لأصحاب الكراسي مثل تجار المسرح من كتاب ومخرجين وممثلين الذين باعوا كل شي من أجل دراهم معدودة، ترمى لهم علي الأرض التي قمع وعذب فيها المواطن، على الأرض التي سرق فيها خبز المواطن وخبز المدينة. المحرومين يرفضون التمسح في جلابيب النخاسين وتجارالشنطة. المحرومين يعلنون صمت المسرح، وموت المسرحيين، في أوطان النزيف التي يسرق ويذبح فيها الإنسان، المواطن، المبدع والفنان.


اضغط الصورة لرؤيتها بوضوح أكثر


مسرح المحرومين


********************

ليست هناك تعليقات: