السبت، 17 أبريل 2010


ملامح من المسرح الليبي المعاصر

للكاتب/ نوري عبد الدائم


من خلال بحثي الدائم علي صفحات "الإنترنت" عن أي مادة تخص المسرح الليبي، وخاصةً قديمه المفقود أو نقول المعدوم فالمعلومات الموجودة شحيحة جداً، رغم تواجد الكثير من الفنانين الليبيبن علي الساحة الفنية، ولكن هذا هو الحال وهذا هو الموجود "خود وإلا خلي"، فالمهم أنني ومن خلال البحث وبالصدفة وحدها عثرت في موقع "مسرحيون" على أجزاء من كتاب “ملامح من المسرح الليبى المعاصر” للكاتب والناقد الليبي "نورى عبد الدائم"، والذي أسعدني جداً أن أجده من الأقلام المهتمة بالكتابة، بعد أن تركته ممثلاً مبدعا ومخرجاً متألقاً في المسرح الوطني، والحقيقة هي مفاجئه سارة أن أجد فنان من الأجيال التي ظهرت في عقد الثمنينيات، يهتم ويبحث ويدون عن المسرح الليبي لعقود طويلة.

يذكر أن هذا الكتاب صدر عن منشورات اللجنة الشعبية العامة للثقافة والإعلام، والذي سلط فيه الكاتب الضوء على حقبة من تاريخ المسرح الليبي خلال ما يقارب السبعة عقود من الزمن الماضي، وما أجراه من حوارات سردية فنيه ممسرحة على هيئة ديلوجات مع نخبة مختارة من كبار فناني المسرح القدامى ورواده اللذين أفنوا حياتهم في سبيل هذه "الخشبه" رغم الإنتكاسات والإحبطات، ورغم الإجحاف وعدم المبالاة من قبل المسؤلين لما قدمه هؤلاء الفنانين، من أمثال الفنان محمد شرف الدين، مختار الأسود، والمرحوم مصطفى الأمير، سعاد الحداد وعمران المدنيني.

كانت الحوارات ثرية ومشوقة تخللتها الحكايات والمواقف والأحداث، عبر فيها الفنانين عن مسهماتمهم الفنانية، ودورهم المشهود له فى تأسيس أولى الفرق المسرحية الأهلية، تلك الفرق التى قامت بدور كبير وفعال في النهوض بالحركة المسرحية، وإثرائها بالعديد من الأعمال الفنية الإبداعية والمسرحية، التي سطرتها خشبات المسرح في طرابلس ومعظم المدن الليبية .

يحتوي الكتاب على 192 صفحة من الحجم المتوسط، وضم بين طياته حوارات أخرى، مع عدد من فنانى جيل السبعينيات، الذين واصلوا مسيرة من سبقهم في هذا المجال، معربين بذلك عن تواصلهم الدائم والمستمر للمسرح الليبي، والذي بدأ رحلته الإبداعية والنضاليه منذ ما يقرب من مائة عام مضى، فضم الكتاب نخبة المبدعين من أمثال: المخرج محمد العلاقي، الفنان الممثل علي الخمسي، المخرج محمد القمودي، المخرج عبد الله الزروق، الفنان المرحوم علي القبلاوى.

وضمّ الكتاب أيضاً، مجموعة قراءات نقدية لمسرحيات ليبية شاركت فى بعض المهرجانات المحلية والعربية، كذلك تناول الكتاب بعض المشاكل التي واجهة مسيرة المسرح الليبى فى العقود الأخيرة وما رفقها من سلبيات، وخاصه في التظاهرات والمهرجانات والأيام المسرحية، التى كانت تقام بليبيا منذ السبعينيات من القرن الماضي إلي وقتنا الحاضر، وقد حاول الكاتب أن يجد المبررات والأسباب التي أربكت مسيرة المسرح الليبي، كالروتين والبروقراطية الإدارية، وغياب التواصل بين المسرحي والمتلقى، وانعدام النقد الفنى فى مجال المسرح.

أشكر الفنان والكاتب نوري عبدالدائم، علي هذا المجهود العظيم الذي يقوم به، لأجل توثيق وتدوين مرحلة من مراحل نضال المسرح الليبي، مع نخبة مهمة ومتميزة يشهد لها بالعطاء بلا حدود لهذه المسيرة المستمرة بدون توقف وفق الله الجميع وكلل أعمالهم بالنجاح الدائم.

وأنا ومن خلال مدونتي "الفضاء الرابع" سأبداء في عرض أجزاء من هذا الكتاب، لعلي أساعد ولو قليلا في نشر جزء من نضال المسرح الليبي، والتعريف بمسيرة مبدعينا طيلة العقود الماضية، حتى تكون دروساً للأجيال الحالية والأجيال القادمة.
**********
بعيو المصراتي

ليست هناك تعليقات: