الجمعة، 19 مارس 2010


نحو مسرح عربي ملتزم

إصدار جديد للناقد عبد العزيز كمون


شكلت احتفالية “مئوية المسرح التونسي” 1909 – 2009 مجالا خصبا للدارسين والنقاد المسرحيين لمزيد البحث في الذاكرة المسرحية الوطنية قصد تقييم مسيرة طويلة عاشها الفن الرابع بربوع تونس وصدرت بهذه المناسبة عدة مقلات وعدة مؤلفات قيمة، ومن بين الكتب النقدية في المجال المسرحي التي صدت أخيرا كتاب «نحو مسرح عربي ملتزم»: إإصدار للناقد عبد العزيز كمون عن منشورات “مريم للفنون والإسلاميات”.

ويتألف الكتاب الذي وسم بـ”من تجارب مسرح الثورة والمقاومة” كعنوان فرعي مما يزيد عن 212 صفحة من الحجم الصغير و3 أقسام يهتم كل قسم بتجربة من تجارب المسرح التونسي مدعمة بصور حية من المشاهد المسرحية، كما ذيل المؤلف كتابه بملاحق لمقتطفات من النصوص المسرحية التي حللها وشواهد ودراسات.

وأهدى عبد العزيز كمون هذا الإصدار الجديد إلى رجال المسرح الذين ناضلوا من أجل قضايا شعوبهم العادلة وإلى جمهور الفن الرابع السند الدائم للإبداع والفن الرفيع وإلى الأستاذ توفيق بوغدير عميد الصحافة التونسية.

وصدر المؤلف كتابه بنص عنوانه “… وللمسرح رسالة قائلا: “تحية إلى كل من يسهم المسرح في التخفيف من آلامهم”، قارنا ذلك بالوظيفة الأساسية التي ينهض بها المسرح لدى الإغريق منذ تأسيسه.

كما يحدد المؤلف في بداية كتابه معنى “الالتزام” في المسرح العربي المعاصر بمدى وفائه للمضامين الحية المتصلة بقضايا الفرد والمجتمع في الواقع العربي.

وعنون عبد العزيز كمون التجربة الأولى في كتابه بـ”الإسقاط السياسي في مسرحية “من أين هذه البلية؟” أما التجربة الثانية فحملت عنوان “نحن القضية في مسرحية أنا الحادثة”، وحملت التجربة الثالثة عنوان “من الانتفاضة.. إلى الثورة في مسرحية “غلاّم الحاج حميدة”.

واتبع عبد العزيز كمون منهجا واضحا في معالجة هذه المسرحيات من خلال تقديم البطاقة الفنية للعمل المسرحي ثم الفكرة العامة للمسرحية والحدث المسرحي ثم الشخصيات والتحليل ويفصل اثر ذلك مختلف الرموز التي يمكن أن يتضمنها العمل دون إهمال الجوانب الفنية من تقنيات ركحية وفنون تمثيل وديكور وغيرها

ويتضمن الكتاب شبكة واسعة من المصطلحات والمفاهيم المسرحية للمؤلفين التونسيين والعرب والعالميين أوردها المؤلف ضمن هوامش كل فصل. ففي الفصل الأول الذي يتحدث عن مسرحية “من أين هذه البلية؟” يبلغ عدد الصفحات المخصصة للهامش ما يزيد عن 34 صفحة.

ومثلما يقول المؤلف عبد العزيز كمون في أحد حواراته أن الكتابة في النقد المسرحي قد استهوته خلال عقد الثمانينات من القرن الماضي عندما فكر في إطلاق مشروع سلسلة من الكتب تحمل عنوان “مدونة الفنون الدرامية” وأصدر منها إلى حد الآن 3 كتب وهي: «الصحافة مرآة المسرح» و«البطل الروائي في مسرح المقاومة» بالإضافة إلى الكتاب الذي نتناوله بالتقديم.

ويهدف الكاتب من وراء هذه السلسلة من الكتب النقدية إلى إحياء «مكتبة» على أغلفة الكتب مثل: «المكتبة المسرحية» أو«المكتبة السينمائية، أو الموسيقية أو الادبية أو الفلسفية…» أما اصطلاح «المدونة» فيقصد به المؤلف هنا تحديدا النصوص المعتمدة في الدراسة الأدبية.

وتدرس السلسة في جانب مهم من اعدادها «نصوصا وعروضا» كما تدرس «قضايا وشخصيات» مرفدة بـ «ملفات توثيقية» وغيرها، مما يجعل التسميتين جائزتين وسبق ان ظهرت في تونس «المكتبة المسرحية» وظهرت سلسلة «مكتبة الفنون الدرامية» بمصر في نفس الفترة.

ولقد فضل عبد العزيز كمون إستعمال “الفنون الدرامية” كعنوان للسلسلة بدل «مكتبة الفن الرابع» فالتسمية الأولى أشمل من الثانية، حيث يمكن أن تضم بذلك الأعمال الاستعراضية علاوة على الدراما السينمائية والتلفزية من أفلام وتمثيليات ومسلسلات

ليست هناك تعليقات: