الأحد، 28 مارس 2010


دينش: كل يوم هو يوم للمسرح

الممثلة البريطانية تكتب عن فن الإلهام والإنسانية


اليوم العالمي للمسرح
دينش: كل يوم هو يوم للمسرح
الممثلة البريطانية تكتب عن فن الإلهام والإنسانية

إعداد - منى كريم

قبل 49 عاماً اقترح المعهد الفنلندي للمسرح، في اجتماع معهد المسرح العالمي، أن يتم تخصيص يوم للمسرح كل عام، ليحصد هذا الاقتراح تأييد المعاهد والمراكز الثقافية الإسكندنافية، ومن بعدها الأوروبية خاصة الفرنسية. اليوم اختير مصادفاً لمهرجان مسرح الشعوب الذي يقام في باريس في مارس من كل عام، ويتم اختيار أحد رموز المسرح حول العالم ليكتب كلمة يعبّر فيها عن مفهومه للمسرح وتجربته فيه، مؤكداً ارتباط المسرح بالإنسانية والسلام، ثم يدعو المعهد العالمي للمسرح الجميع إلى قراءة هذه الكلمة، ومن ثم القيام بأي نشاط مسرحي كطقوس متفق عليها للاحتفال بهذا اليوم.

في العام الماضي اختار المعهد العالمي للمسرح ITI البرازيلي أوغستو بوال، وهو مؤسس مسرح المضطهدين الذي قال في كلمته: «في الأعوام الماضية المليئة بالحروب، كان كل شيء يشبه عرضاً مسرحياً رديئاً. إننا حين ننظر إلى باطن الأشياء نجد القاهرين والمقهورين موجودين في كل المجتمعات والجماعات الإثنية، وفي كل الطبقات والتصنيفات الاجتماعية، نرى عالماً قاسياً وظالماً يجب أن نجد له بديلاً، لأننا نعلم أن ذلك ممكن، وأن ذلك رهن إرادتنا من خلال نشاطنا على خشبة المسرح، مسرح حياتنا الخاصة. دعونا نشارك في هذا العرض الذي يوشك أن يبدأ، وبمجرد أن تعودوا إلى منازلكم، مارسوا تمثيل عروضكم الخاصة مع أصدقائكم، لتدركوا تلك الأشياء التي لم تكونوا قادرين من قبل على رؤيتها، برغم أنها واضحة وضوح الشمس، فالمسرح ليس مجرد حدث نعايشه، بل هو أسلوب وطريقة حياة. إننا جميعاً ممثلون، فأن تكون مواطناً لا يعني مجرد العيش في مجتمع ما، إنما يعني السعي إلى تغييره.

أما هذا العام فقد اختار المعهد، جودي دينش، لكتابة كلمة يوم المسرح العالمي الذي يُحتفل به سنويا في الـ27 من مارس، لتنضم إلى قائمة الـ48 مسرحياً ممن كتبوا الكلمة منذ العام 1962 مع الكاتب المسرحي جان كوكتو. دينش ممثلة سينمائية ومسرحية وتلفزيونية جاء ظهورها المسرحي الأول كمحترفة في العام 1957، وبعد هذا التاريخ شاركت في مسرحيات عديدة عن نصوص شكسبير، وجسدت أدواراً كأوليفيا، جولييت، الليدي مكبث.

وفي تلك الفترة كانت فترة اشتغالها ونشاطها على المسرح، حيث عرفت، وعلى مدى عقدين، كأكثر ممثلة مسرح أهمية في المسرح الإنجليزي، وذلك خلال عملها مع فرقة المسرح الوطني، وفرقة شكسبير الملكية. عرفت كممثلة تلفزيونية في مسلسلها «الرومانسية اللطيفة» التي استمرت من العام 1981وحتى 1984، ومسلسلها الرومانسي "الوقت يمرّ" الذي بدأ بثه في العام 1992. وجاء ظهور دينش السينمائي نادراً، حتى وقت مشاركتها في فيلم "العين الذهبية" من سلسلة أفلام جيمس بوند (1995)، التي استمرت مشاركتها في أجزائها اللاحقة، والتي أتاحت لها المشاركة في أفلام حصدت بها جوائز كالدور التي جسدت فيه شخصية الملكة فيكتوريا في فيلم السيد براون (1997)، وفيلمها ذائع الصيت "شكسبير عاشقاً" الذي جسدت فيه دور الملكة اليزابيث الأولى، وحققت بدورها جائزة الأوسكار عن أفضل ممثلة، بعد أن كانت الممثلة البريطانية الأكثر ترشحاً للجائزة لست مرات.

وتعد دينش أفضل ممثلة إنجليزية عقب مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية، بل انها دائماً ما تتصدر قائمة أفضل ممثلة في استطلاعات الرأي. ولكونها مبدعة فإنها رشّحت لجوائز عديدة في المسرح، التلفزيون والسينما، وحصلت لعشر مرات على جائزة الأكاديمية البريطانية لفنون التلفزيون والسينما، وسبع مرات جائزة لورنس أوليفر، ومرتين جائزة نقابة الممثلين، وجائزتي قولدين قلوبز، وغيرها من الجوائز. تزوجت منذ العام 1971 من زميلها الممثل البريطاني مايكل وليامز، واستمر زواجهما حتى وفاته في 2001، وأثمر هذا الزواج عن ابنة وحيدة هي الممثلة فينتي وليامز.

قدمت دينش عروضها المسرحية في أكثر خشبات المسرح البريطانية، بينما كانت تجربتها الأولى كمخرجة في العام 1988، مع فرقة مسرح النهضة. أما النقلة التي جعلت منها ممثلة معروفة على مستوى العالم فكانت مشاركتها في فيلم جيمس بوند التي كان بطل الممثل بيرس بروسنان (العين الذهبية)، وهي الوحيدة من ممثلي الفيلم التي استمرت مع أجزاء السلسلة حتى العام 2008. دينش حاصلة على زمالة شرفية لكلية لوسي كيفيندش، وحصلت في العام 1996 على دكتوراه شرفية من جامعة سوري، ودكتوراه شرفية في الآداب من جامعة دورهام، وجامعة سان أندرو.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عن موقع "أوان"

ليست هناك تعليقات: