الجمعة، 12 مارس 2010


فن السينوغرافيا

ما زال يتلمس طريقه في المسرح العربي

تطور فن السينوجرافيا المسرحي مع ادراك الثورة التكنولوجية للمسرح في مطلع القرن العشرين. لكن السينوجرافيا في المسرح العربي لا تزال مفهوما مستحدثا وغامضا في جانبه التطبيقي رغم وضوحه نظريا لدى بعض المسرحيين. وأظهرت الدورة الرابعة عشرة لايام قرطاج المسرحية في تونس الشهر الماضي تباينا في الاراء..

أراء بين المسرحيين بخصوص جدوى توظيف عناصر السينوجرافيا في المسرح العربي وأسباب غموض هدا المصطلح لدى المسرحيين العرب. وعلى خلاف المسرح العربي الكلاسيكي اعتمدت المخرجة السورية رغدة الشعراني على توظيف مدروس للمؤثرات السمعية البصرية في مسرحيتها (تيامو) التي شاركت بها في أيام قرطاج المسرحية علاوة على استخدام الاضاءة والديكور والازياء.

وأوضح عماد الشيخ منفذ الاضاءة والصوت في مسرحية (تيامو) أن الاضاءة تحديدا لعبت دورا مهما في اجتذاب الجمهور للعمل المسرحي. وقال الشيخ "في هدا العرض الاضاءة أخذت الجزء الاكبر. هناك لعب مع الاضاءة على خشبة المسرح. هناك عمل استعراضي بالاساس." كما أكدت المخرجة رغدة الشعراني أن حسن توظيف عناصر السينوغرافبا من اضاءة وديكور وأزياء عامل أساسي لنجاح المسرحية.

وقالت المخرجة السورية "الى حد الان أنا لا أفرق بين المخرج ومختص السينوجرافيا في المسرح. أكيد هناك مختصون في السينوجرافيا. ولكن في هدا العرض مثلا الفكرة كانت فكرتي وكل تفاصيلها في راسي. أعرف بالتحديد مادا أريد من اضاءة وديكور للعرض واللون الذي أريد ولست بحاجة الى مختص في السينوجرافيا الذي قد لا يفهم مادا أريد."

وكانت المسرحية السورية التي عرضت في مهرجان قرطاج للمسرح بتونس من الاعمال العربية القليلة التي استخدمت السينوجرافيا. ولم تسع الاعمال التونسية التي زاد عددها على 20 عرضا في المهرجان الى توظيف هذا الفن بالطريقة الصحيحة رغم قدم تجربة استخدام السينوجرافيا في المسرح التونسي.

وأكدت التونسية وحيدة الدريدي مخرجة مسرحية (الفداوي موال الاجيال) أن المسرح التونسي ما زال يعتمد على العمل الجماعي لا سيما في فن السينوجرافيا الذي يعتبر اختصاصا مستحدثا على حد تعبيرها.

وقالت وحيدة الدريدي "العمل المتكامل الدي يكتب باسم عمل جماعي يضيع الاختصاص. المسرحيين التونسيين يعملون على هدا المنوال مند سنوات. وهناك بعض من العناصر يريد نفسه المسرحي الموسوعة حيث يقوم بالسينوجرافيا ويعد الملابس ويقوم بالتأليف والاخراج وكل شيء في المسرحية. هؤلاء العناصر اضاعوا معاني الاختصاص بالنسبة الى المصممين في اختصاصاتهم."

أما المخرج المسرحي الجزائري عياد الشريف صاحب مسرحية (النجمة والشهاب) التي عرضت أيضا في مهرجان قرطاج فيرى أن جمهور المسرح العربي جمهور كلاسيكي يفضل المسرحية التي تعتمد على قوة النص وبراعة الممثل في اداء الدور أكثر من اعتمادها على عناصر السينوجرافيا.

وقال عياد الشريف "بالنسبة لي كمخرج لا استعمل سينوجرافيا تقريبا. تقريبا في كل أعمالي أعمل على خشبة فقط وبعض الاكسيسوار دون ديكور." واتفق الفنان مصطفى الصبلي خبير السينوجرافيا الجزائري مع عياد الشريف في الرأي قائلا ان "اشكالية السينوجرافيا في المسرح العربي أنها تكون دائما ثقيلة فوق الخشبة لانها تعتمد الكثير من الديكور. الكثير من الديكور الذي ليس له قيمة فوق الخشبة ولا يؤدي دورا حقيقيا في المسرحية."

وبدأ استخدام السينوجرافيا في المسرح التونسي في سبعينيات القرن العشرين مع المسرحي الحبيب شبيل لكنها لم تتطور كتخصص مسرحي مستقل. ويرجع البعض غياب المختصين في السينوجرافيا في المسرح العربي الى تأخر تدريس هذا النوع من الفنون في الجامعات العربية وقلة الدراسات والبحوث العلمية العربية عنه.

عن موقع الفوانيس

ليست هناك تعليقات: