الخميس، 4 مارس 2010


بـيـــتربـــروك (Peter Brook)

بيتر بروك واحد من فناني المسرح الأكثر تأثيرا في العالم منذ منتصف القرن العشرين. قراءاته لمسرحيات شكسبير غدت أسطورية وغيرت رؤيتنا للشاعر نفسه بشكل عميق. كتابه المساحة الفارغة المنشور سنة 1968 بيانه من أجل مسرح جديد و متجدد كان أساساً لتطور ما زال يؤثرعلى فناني المسرح في العالم أربعين سنة بعد نشره. والكثير من إخراجاته غدت كلاسيكيات لا تنسى مثل " الأيك "، " المهابهاراتا " و" الرجل الذي ".

أما مسرحيته " فاروم فاروم " : " لماذا لماذا "، هو تطور يمضي أبعد فأبعد في خط هذه المسرحيات ... وهوالبحث والتطوير. بروك مع ممثلته ميريام غولدسميت يبحثان في هذا العرض صيرورة الإبداع في المسرح. المسرحية هي مونتاج لنصوص مجموعة من أهم مبدعي المسرح الحديث : أنطون آرتو، إدوارد غوردون كريغ، شارل دولان، فزيفولود مايرخولد، وأيضاً صوت زيامي موتوكيو معلم مسرح النو الياباني. و طبعاً صوت شكسبير الذي يعيد بروك الإرجاع اليه أيضاً وأيضاً. نص المسرحية المنجز بالتعاون مع ماري هيلين ايستين هو كولاج لنصوص هؤلاء المبدعين. يظهر بروك كيف أن صيرورة الإبداع الفني هي طريقة لمتابعة أسئلة وشكوك حيوية في العلاقة المتبادلة مابين الممثل والجمهور.

لماذا ؟ لماذا؟ لا يريد بروك تقديم عرض شارح ولا نظريات، هدفه أن ينادي و يوقظ : " المهم هو أن نجعل الأشياء الحية مرئية"ميريام غولد شميت تؤدي وتروي في فضاء مقتصد صممه بروك بنفسه. مثلت ميريام غولد شميت في العديد من عروض بروك، وآخر تعاون بينهما كان في مسرحية بيكيت “ الأيام السعيدة ” سنة 2003 م.

ولد بيتر بروك في لندن سنة 1925. أخرج مسرحيته الأولى سنة 1943، وبعدها أخرج ما يزيد عن سبعين مسرحية في باريس ولندن ونيويورك, عمله مع الفرقة الملكية الشكسبيرية يتضمن: خاب مسعي العشاق (1946)، العين بالعين (1950)، تيتوس أندرونيكوس (1955)، الملك لير (1962)، مارا ساد (1964)، يو ايس (1966)، حلم ليلة منتصف صيف (1970)، أنطوني وكليوباترا (1978). سنة 1971، أسس المركز الدولي لأبحاث المسرح في باريس وسنة 1974 افتتح قاعدته الدائمة في مسرح البوف دي نور. وفي هذا المسرح أخرج تيمون الأثيني، الإيك، أوبو في البوف، منطق الطير، لوس، بستان الكرز، المهابهاراتا، فوزا ألبرت!، العاصفة، الرجل الذي، من هناك؟، الأيام السعيدة، أنا ظاهرة، البدلة، تراجيديا هاملت، بعيداً، موت كريشنا، يدك في يدي، تيرنو بوكار، سيزوي بانزي مات و شظايا. معظم هذه العروض قدمت باللغتين الفرنسية والإنكليزية.

في مجال الأوبرا، أخرج البوهيمية، بوريس غودونوف، الأولمبيون، سالومي، وزواج فيغارو في الكوتنت غاردن، فاوست ويوجين أونيغين في الميتروبوليتان في نيويورك، تراجيديا كارمن وانطباعات عن بيلياس في مسرح البوف دي نور في باريس، ودون جيوفاني في مهرجان اكس آن بروفانس للأوبرا. نشربروك سيرته الذاتية في " أنسو الزمن " سنة 1988, بعد عدت كتب هي:" المساحة الفارغة " سنة 1968، " النقطة المتحولة" سنة 1987، " انسوا شكسبير" سنة 2002 ، و " ليست هناك أسرار" سنة 1993 و"الباب المفتوح " سنة 2004.

افلامه تتضمن: إله الذباب، مارا ساد، الملك لير، موديراتو كانتابيلي، المهابهاراتا، و لقاء مع رجال متميزين. هناك الكثير عن هذا المبدع و الباحث التجريبي, سيكون لنا وقفات كثيرة عن مسرحياته, وتجاربه و مؤلفاته.

******************

ليست هناك تعليقات: